المعاصر والزيتون
تمتد اراضي القرية الى الشرق منها في شكل بحيرة من اشجار الزيتون التي يدعى القسم الاكبر
منها ( عمدان رومية ) ربما لانها عاصرت العهد الروماني ، هذا يظهر من شكل جذ وع الاشجار
المشققة وسُمكها . وكان ثمر الزيتون يهصر ويعصر في معاصر بدائية تُدار بواسطة الحيوانات
وبالايدي .وكان عملها وانتاجها بطيئا ومحدودا لذا اكثروا منها حتى كانت لكل عائلة معصرة في
حارتها وتعمل ليلا نهارا حتى يُستخرج الزيت من الثمر قبل يفسد طعمه . وكان زيت الاكل
المُصدر من زيت الرامة لا مثيل له في البلاد كلها بسبب نضوج الثمر قبل قطفه اما الزيت غير
الجيد فكان يُترك لصناعة الصابون الذي كان يُصنع في كل بيت للاستهلاك المحلي ، والزائد
كان يُباع الى مصابن نابلس . وبعضه وصل اوروبا ومعلوم ان تصفية الزيت اي فصله عن العكر
كانت تتم بشكل طبيعي بسبب خفة الزيت الذي كان يطفو الى اعلى لكن ذلك يحتاج الى وقت
كاف وبعد تجميع العكر والزيت معا في خزان يشه البئر الصغيرة ، ومن الطبيعي ان يأخذ
اصحاب المعصرة وعمالها قسما من المحصول .
لكن الرامة كانت سباقة الى اقامة اول معصرة آلية حديثة في المنطقة كلها منذ اواخر القرن
التاسع عشر على يد الملاك الكبير المرحوم فؤاد جبران سعد . الذي استورد آلاتها من فرنسا
واقام لها بناء ضخما ساحقا يتسع للآلآت ولخزن الزيتون قبل عصره وللزيت الخاص به والخاص
بالملاكين قبل تصفيته ونقله . وكانت حجارة الهصر ومكابس الضغط تُحرك بمحرك آلي يعمل
بالغاز المضغوط . ومدت في داخلها خطوط سكة حديد صغيرة للنقل فكانت هذه المعصرة
بضخامتها ودقة عملها اول واكبر معصرة في البلاد كلها وربما في البلدان المجاورة ايضا . هذا
وقد كثُرت المعاصر الآلية فيما بعد عهد الانتداب من اجل اتمام عملية استخراج الزيت بسرعة
تامة كما اسست في ذلك الوقت ( الانتداب ) شركة محلية مساهمة لعصر الزيتون ولانتاج
الصابون ايضا وتسويقه في البلاد حتى لا يكدس الزيت التجاري وقد بادر الى تأسيس الشركة
وادارتها الاقتصادي الكبير وابن القرية المرحوم اسعد قسيس الذي ارسل بعثة علمية الى روسيا
بواسطة الجمعية الروسية الامبراطورية بعد انهائه الدراسة في مدرسة الجمعية بالناصرة وهناك
تخصص في الاقتصاد وصار مديرا للبنك الروسي في طهران وبعد الحرب العالمية الاولى عاد
الى البلاد وعين مديرا لشركة تسويق البترول منتشآشوف في بلاد المغرب . ثم في فلسطين .
لكن عمل الشركة ظل محدودا بسبب المنافسة القوية في المصابن الكبيرة .
لمزيد من المعلومات
اضغط هنا
اعلى الصفحة
الصفحة الرئيسية